الجمعة، 15 يناير 2010

النهضة صفحة 1 - 4


النهضة


تأليف
الأستاذ حافظ صالح فريد محمد صالح الغانم

النهضة:
إن كلمة النهضة كلمة عربية مشتقة من فعل نهض أي قام إلا أنها أصبحت تطلق على معنى اصطلاحي يدل على واقع معين.ولم يسبق للعرب أن استعملوها لهذا المعنى الذي أطلقت عليه في العصر الحديث فمعناها اللغوي حسب وضع اللغة يختلف عن هذا المعنى الاصطلاحي ولذلك فإنه لا يصار إلى معناها اللغوي إلا بقرينة بعد أن ساد معناها الاصطلاحي وصار هو المعنى الذي يتبادر إلى الذهن عند سماعه سواء عند علماء الاجتماع وجمهرة المثقفين أو عند عامة الناس.

أما معناها اللغوي فقد ورد في قاموس لسان العرب:
نهض: النهوض البراح من الموضع والقيام عنه.
نهض : ينهض نهضاً نهوضاً . أي قام. انتهض القوم : قاموا للقتال.
النهضة: الطاقة.القوة. مكان ناهض: مرتفع.
وبمثل هذه المعاني وهكذا فإننا لا نجد المعنى الاصطلاحي الذي هو موضع البحث.

مقدمة:

قد يتبادر إلى الذهن أن النهضة هي التقدم العلمي وزيادة الإنتاج ووفرة المصانع واستعمال التكنولوجيا والإبداع في توفير الوسائل المادية المستعملة في الحياة باعتبار أن النهضة إنما تعني التقدم وانتقال المجتمع والناس من حال إلى حال أفضل حتى خيل للبعض أن كل بلد يعيش في بحبوحة اقتصادية هو بلد ناهض وهذا القول ينقضه الواقع المشاهد بالحس في كثير من البلدان التي تتمتع بازدهار اقتصادي ووفرة في وسائل الحياة المادية وبحبوحة من العيش مع أنها في الحقيقة من أكثر البلدان تخالفاً وانحطاطاً.

ولهذا كان لابد من تعريف النهضة وتحديد معناها وكيفية الوصول إليها وهل هي كما يزعمون بأنها انتشار التعليم وزيادة الثروة ومقاومة الأمراض ؟ لتنفي أسباب التخلف بزعمهم ، الفقر والجهل والمرض؟

هل وفرة المدارس، والمعاهد والجامعات وكثرة الخريجين الجامعين وحملة الشهادات العالية وفي كافة المجالات دليل على نهضة البلد أو سيره في طريق النهوض ؟

إن المشاهد المحسوس أن كثيراً من البلدان المتخلفة ضاقت ذرعاً بكثرة الخريجين وحملة الشهادات العالية حتى باتوا عبئاً عليها وثقلاً يرهق كاهلها وعجزة عن توفير مورد رزق كريم له مما اضطرهم إلى مغادرتها وطلب الرزق من مظانه واضطرت هي لوضع سياسة تعليمية تحد من كثرة الخريجين في كثير من المجالات وتضع نسب معينه للنجاح وعدد معين من القبولات كي تستطيع استيعاب هؤلاء الخريجين الذين سيقفون يوما ما على أبواب دوائرها يطلبون العمل أو الوظيفة التي تؤمن لهم لقمة العيش .

وقد وصلت نسبة الخريجين وحملة الشهادات العالية في كثير من البلدان التي تعتبر متخلفة وتدرج في قائمة ما يسمى بدول العالم الثالث - الدول النامية – وصلت نسبتهم فيها أعلى بكثير من نسبة الخريجين وحملة الشهادات العالية في أكثر بلدان العالم تقدم بل إنها تصدر من هؤلاء الخريجين إلى كافة بقاع الأرض وإلى أكثر الدول نهضة وتقدم بل إن الكثير منهم قد تخلى عن تابعيته ليعيش في تلك البلاد.

فلو استعرضنا مثلا أي بلد من بلدان العالم الثالث ( أي دول عالمنا الإسلامي ) لرأينا ما يذهل العقول ويحير الألباب ، خذ مثلاً مصر أو باكستان أو الأردن أو لبنان أو سورية أو تركيا أو غيرها فستجد أن عشرات الآلاف من أبناء هذه الدول من حملة الشهادات العالية وفي كل المجالات في الطب أو في الفيزياء في الهندسة أو في الكيمياء في الذرة أو التكنولوجيا قد هجروا بلدانهم وضربوا في الأرض بحثاً عن قوتهم وكثير منهم استقروا في أمريكا أو ألمانيا أو في أي بلد آخر من الدول الناهضة المتقدمة أو في غيرها من بلدان العالم .

وقد أثيرت حول هذا الأمر موضوعات كثيرة وتحدث فيها الكثير من الكتاب والمفكرين وطرحت تحت عناوين مثل عنوان ( سرقة العقول الناضجة ) أو ( هجرة العقول إلى أرض العقول ) أو ( أمريكا تشتري عقولنا بالمال ) إلى غير ذلك من العناوين المثيرة ومع ذلك لم تستطع هذه العقول وهذه الوفرة من الخرجين إنهاض الأمة والارتقاء بها . وبنظرة بسيطة إلى هذه الدول نجد أم وفرة المواد الأولية والثروات الطبيعية والأيدي العاملة غنية عن البيان ونستطيع إيجاز ذلك بكلمة موجزة ( أنها أغنى بقاع الأرض بما حباها الله به من نعم وما اختصها به من فضل ومع ذلك فهي تعاني من الفقر المدقع وترزح تحت عبء ثقيل من الديون حتى بلغ الحال بها أنها تستدين لتسديد فوائد الديون وتعجز عن وفاء ما يستحق عليها فتطالب وبإلحاح بإعادة جدولة الديون فلا تنتهي من أزمة إلى بأزمة جديدة هي أشد وبال وأسوء حال من سابقاتها.

والسبب في ذلك لا يعدوا أحد أمرين : إما جهالة القائمين على أمر الأمة لمعنى النهضة والطريق الموصل إليها فهم يتخبطون خبط عشواء عن سياستهم ورعايتهم لشؤون الناس وإما أنهم عملاء لسادتهم خونة لأمتهم وشعوبهم فهم يعملون على ترويض الناس وإبقاء البلاد مزرعة خصبة ومنجماً عداً وسوقاً واسعة لمن وضعهم على رقاب الناس أو أنهم جمعوا بين الأمرين ..الجهالة والعمالة. ومن هنا كان لابد من معرفة ما هي النهضة وما هي الأسس التي تقوم عليها وما هي الطريق الموصلة إلى ذلك.


النهضة:

النهضة هي إصلاح حديث كما قلنا وضع للتعبير عن واقع معين هو انتقال أمة أو شعب أو فرد من حال إلى حال أفضل ولكن أية حال تلك نعنيها ؟وقد تبين لنا أن وفرة المتعلمين والخريجين وزيادة الثروة وكثرة المترفين لا تعني النهضة؟
إذن ما هو هذا التحول أو الانتقال الذي يعبر وجوده عن وجود النهضة في الأمة أو في الشعب أوفي الفرد؟ هذا هو بيت القصيد ما الذي يميز أمة عن أخرى؟ وما الفارق بين شعب ناهض وشعب منحط؟ وما المقياس الذي يفرق بين إنسان ناهض وإنسان منخفض أو منحط؟ ما الذي يميز فرداً عن غيره وكلاهما إنسان يتمتع بالخصائص نفسها وكلاهما يعمل جاهداً لسد حاجاته وإشباع جوعاته ومع ذلك نصف هذا بأنه إنسان راق وهذا إنسان منحط بغض النظر عن زيه ورياشه ولم نحسب لحجم جسمه أو شكله أو لونه أي حساب ومع ذلك نجزم بأن ما حكمنا به عليهما هو حكم صحيح وهو حكم حقيقي منطبق على واقعه. ذلك لأننا لم نحكم عليه إلا بعد أن شاهدنا سلوكه ورأينا تصرفاته وتعاملنا معه إذ لم نطلق عليه الحكم جزافاً ولم نصفه بما وصفناه زوراً وبهتاناً فقد كان سلوكه وتنظيم علاقاته وسيره في الحياة هو المرآة التي بينت حقيقته والبرهان القاطع الذي اعتمدنا عليه في حكمنا ولذلك فإننا نستطيع أن نصف الناس بالرقي أو الانحطاط بناءً على سلوكهم وتصرفاتهم ويكون هذا الوصف منطبقاً على واقعه بلا إفراط ولا تفريط.

قد نقرأ مؤلفات زيد أو نسمع لخطابات عمرو أو ننصت لمحاضرة محاضر أو يضمنا مجلس فلان فنستمع إلا أحاديثه فتسحرنا تلك المؤلفات وتمسك بمجامع قلوبنا تلك الخطابات وقد ننكر ما جاء في تلك المحاضرة أو نستنكر ما جاء في تلك الأحاديث ومع ذلك لا نستطيع وصف ما سمعناه أو قرأنا له بل نصف ما سمعنا وما قرأنا ويكون الوصف للمحاضرة لا للمحاضر وللحديث لا للمتحدث أما وصف المحاضر والمؤلف والمتحدث فلا يتأتى إلا بأن نرى أو نشاهد من تصرفاته وأفعاله ما يمكننا من الحكم عليه.

ولذلك فقد صدق من عرف الإيمان بأنه ( اعتقاد في الجنان ونطق باللسان وعمل بالأركان) أو هو(ما نطق به اللسان وصدقه العمل) فالبرهان القاطع والمرآة الحقيقية التي تنطبع عليها صورته على حقيقتها هي تصرفاته وأعماله ليس إلا.وأما الأقوال والمؤلفات فليست سوى مؤشر يدفع إلى مراقبة الشخص ومعرفة حقيقته. قال تعالى:(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ).البقرة (204) ويقول:( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ).الفتح (11) ويقول:(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).الصف (2)

أما تقرير الحقيقة فقوله تعالى:(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).التوبة (105) أما محاكمة ما سمعنا من خطب وما قرأنا من مقالات أو كتب أو ما استمعنا إليه من أحاديث فإنها مجموعة من الأفكار تجرى محاكمتها والحكم عليها بما تحاكم به الأفكار فالأفكار لها أحكام وقواعد ومقاييس خاصة يميز فيها بين الفكر الصائب والفكر الساقط بين الفكر السطحي و الفكر العميق ولذلك حين نحاكم كتاباً أو مقالة أو محاضرة لا نلتفت إلى شخص المحاضر أو الكاتب بل إلى ما جاءت به من أفكار ومفاهيم مما دلت عليه ألفاظها ومعانيها دون أدنى تأثر بشخص الكاتب ومعرفته ونحاكم هذه الأفكار والمفاهيم بناء على مقاييس ثابتة وقواعد معينة وجدت خصيصاً لمعرفة صدق الأفكار والمفاهيم أو صحتها. ولهذا فإن الحكم على الشخص لا يتأتى إلا بمعرفة سلوكه وتصرفاته ويكون الحكم على شخص بالرقي والانحطاط من خلال سلوكه بخلاف محاكمة العقائد والأفكار أو المفاهيم والأخبار.

وما ينطبق على الفرد ينطبق على المجتمع لأن المجتمع هو جماعة من الناس بينهم علاقات دائمة .وهذه العلاقات الدائمة هي التي جعلت جماعة الناس مجتمعاً ولولاها لبقيت الجماعة مجموعة من الأفراد كركاب السفينة لا تسمى مجتمعاً ولهذا كان المعول على هذه العلاقات وكان الحكم على المجتمع بناء على هذه العلاقات الدائمة وليس بناء على ما يعاني من بؤس وحرمان ولا على ما يتمتع به من ترف وثراء فالعلاقات هي المرآة الحقيقية التي تنعكس عليها حقيقة المجتمع وهي التي تنظم حياة الناس وبها تعرف العادات والتقاليد ومن سير هذه العلاقات ومن ملاحظة تصريف الناس لعلاقاتهم ومصالحهم نحكم على هذا المجتمع بأنه مجتمع صالح أو منحل نجزم بأنه مجتمع راق أو مجتمع منحط ولا عبرة في ذلك لوفرة المتعلمين والمثقفين والخريجين ولا عبرة فيه للنمو التجاري أو الصناعي ولا للازدهار الاقتصادي والثراء الفاحش بل العبرة في المقومات التي جعلت المجتمع مجتمعاً أي إن العبرة في الأفكار والمفاهيم التي تسود المجتمع والتي يسير الناس مصالحهم بحسبها وفي مشاعر الغضب والرضى التي أوجدتها تلك الأفكار والمفاهيم وفي القيم والمثل العليا التي آمن بها الناس ثم بالنظام العام الذي يضبط تلك العلاقات وينظمها ويحفظ للناس ما اتفقوا عليه ولهذا كانت العلاقات هي المرآة الحقيقية التي تبين حقيقة المجتمع ويكون وصف المجتمع بناء على تلك الصورة وصفاً حقيقياً فإذا أظهرت الصورة انسجاماً بين العرف العام والنظام أي كانت الأفكار والمشاعر من جنس النظام قلنا :إن هذا المجتمع متجانس وإن هناك انسجاماً تاماً بين الراعي والرعية. وإن أظهرت الصورة علاقات حسنة ومشاعر طيبة وقيم رفيعة ومثلاً عليا ونظام يرعى هذه الأمور قلنا : إن هذا المجتمع مجتمع راق وإنه مجتمع ناهض والعكس صحيح فالمجتمع المضرب العلاقات المشتت الأفكار البليد الإحساس المختلف المشاعر الكاره للنظام والعامل على تقويضه والمحكوم بالحديد والنار وكم الأفواه وحز الأعناق وقطع الأرزاق تسوده الأنانية وتنتظمه اللامبالاة ماذا يسمى مثل هذا المجتمع ؟ وهذا ما عليه كافة المجتمعات في عالمنا الإسلامي بالرغم مما في هذه المجتمعات من جامعات وكليات ومعاهد ومدارس وبالرغم مما في هذه المجتمعات من متعلمين وخريجين وحملة شهادات عالية وبالرغم مما حبا الله هذه البلاد من موارد طبيعية وثروات فإنها تسمى بالعالم الثالث أو الدول النامية أو الشعوب المتخلفة .

والأمثلة على ذلك كثيرة وواضحة فما من مصدر للثروة إلا ولنا فيه الحظ الأوفر فالنفط والغاز الطبيعي وما في باطن الأرض من معادن على اختلافها والزراعة والثروة الحيوانية على تعددها ومصادر الطاقة وتوفرها وأحجار المرمر والعقيق وصخور الرخام وغير ذلك مما من الله سبحانه وتعالى به علينا لم تحظ به أمة من الأمم أو شعب من الشعوب . ناهيك عن الأيدي العاملة وكثرتها وحملة الشهادات والاختصاص في كل من المجالات قد ملئوا الدنيا بحثاً عن لقمة عيش أو حياة كريمة كل ذلك ولم يغير من واقع تلك المجتمعات شيئاً ولم يرتقي بها إلى المكان اللائق بها بل إنها ما زالت تهوي انحداراً وانحطاطاً حتى بلغت الدرك الأسفل أو تكاد ذلك لأن هذه الأمور ليست هي الأساس في النهضة أو في انتقال المجتمع من حال إلى حال أفضل ولأنها ليست الأساس الذي يقوم عليه المجتمع ولا هي من مقوماته فتقويم المجتمع يتوقف على مقوماته ومقومات المجتمع هي الأسس التي تبنى عليها العلاقات الدائمة وما يضبطها ولذلك كان تقويم المجتمع متوقفاً على معرفة ما فيه من أفكار ومفاهيم وما ينبثق عن هذه الأفكار والمفاهيم من مشاعر وقيم. ثم معرفة ما يضبط العلاقات من نظم وقوانين ولا علاقة للثروات الطبيعية أو غيرها في تقويم المجتمع: أي بيان قيمته ودرجته في سلم الرقي أو الانحطاط.

وبنظرة دقيقة إلى هذه المجتمعات التي في عالمنا الإسلامي نجد بأنه بالإضافة إلى الانحطاط الفكري والتلبد الحسي والاضطراب النفسي بمحاولة التوفيق بين ما في نفوس الناس وما ينظم علاقاتهم وتسميم أفكارهم بأفكار غريبة عنهم بالإضافة إلى ذلك فإن اختلاف أو تناقض ما عندهم مع النظام المطبق عليهم جعل القلق والإضراب أساس في حياتهم وجعل القائمين على النظام يلجئون إلى البطش والقوة باستعمال الحديد والنار لإجبار الناس على الخضوع للنظام وتسير علاقاتهم وتصرفاتهم تبعاً للقوانين المفروضة عليهم مع مخالفتها لعقيدتهم وأفكارهم وجعل الناس يلجئون للنفاق ومسح الجوخ أو إلى التآمر وحبك المؤامرات أو حتى الاستعانة بالشيطان لتخليصهم مما هم فيه ورفع تسلطهم عنهم وما زال الأمر كذلك من ترويض الناس وإذلالهم حتى يقبلوا بما ينفذ عليهم هذا هو واقع ما تعانيه المجتمعات في عالمنا الإسلامي فساد الاضطراب في الأفكار وتبلد في الإحساس واختلاف المشاعر وعداء مستحكم بين الناس والنظام حتى بات القائمون على النظام هم العدو الأول لجمهرة الناس فأين هذا من قوله صلى الله عليه وسلم :
( الإمام جُنَّة يقاتل من ورائه ويتقى به)(1) أو قوله:(خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم . وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنونكم )(2) أو كما … قال … الحديث .


--------------
(1) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي .
(2) رواه مسلم والترمذي والدارمي . وقد رووه عن عوف بن مالك عن رسول الله ونص الحديث هو ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قيل يا رسول الله ألا ننابذهم بالسيف فقال لا ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة )

ليست هناك تعليقات: