الخميس، 31 يناير 2013

مع الحديث الشريف


بسم الله الرحمن الرحيم


جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة".

حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وعثمان بن أبي شيبة كلاهما عن جرير قال يحيى: أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان قال: سمعت جابرا يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة".

قوله - صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) هكذا هو في جميع الأصول من صحيح مسلم الشرك والكفر بالواو. ومعنى بينه وبين الشرك ترك الصلاة أن الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة، فإذا تركها لم يبق بينه وبين الشرك حائل، بل دخل فيه. ثم إن الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى، وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبدة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش، فيكون الكفر أعم من الشرك والله أعلم.

إن الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي فرض واجبة على كل مسلم عاقل بالغ ذكرا كان أو أنثى، وإن ما نراه اليوم من ترك لها، فهو إما أن يكون كسلا وتهاونا، أو أن يكون إنكارا لوجوبها وجحودا لها، فأما تركها تهاونا وكسلا فهو فسق ومعصية يعاقب تاركها تعزيرا بعقوبة يراها الحاكم والقاضي زاجرة، وأما تركها جحودا وإنكارا فهو كفر وارتداد عن دين الله سبحانه، وهنا يستتاب ثلاثة أيام فإن تاب وإلا قتل.

أما الحديث "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" فيحمل على التغليظ الشديد على من ترك الصلاة، فهو مثل ما روي عنه -صلى الله عليه وسلم:" سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" فالكفر يُطلق على الخروج من الملة وعلى أفعال محرمة لا تُخرج من الملة، وكلمة " الكفر" الواردة في الحديث تُصرف إلى المعنى اللغوي فقط.

أيها المسلمون: وسواء كان تارك الصلاة فاسقا عاصيا أو كافرا منكرا لها، فإن ما نراه اليوم من أبناء المسلمين من ترك للصلاة، يجعلنا نقف أمام هذا الواقع متسائلين: لماذا يترك أبناؤنا هذه الفريضة؟ وهل كانت الأمة في سالف عهدها تاركة للصلاة كما هي الآن؟ الجواب ببساطة: لا، لم تعهد الأمة هذه الظاهرة من قبل، فقد كانت الصلاة جزءا من مكونات حياتها، ولا حياة لها دون الصلاة، ذلك عندما كان هناك من يرعاها ويأخذ بيدها، ويحاسبها إن قصرت في هذا الركن وغيره، أما وقد تغيرت الحال كما ترون، وأصبحت دولتها دولا، وأصبح حاكمها حكّاما، يأتمرون بأوامر أسيادهم في البيت الأبيض والكرملن وعواصم الكفر لندن وباريس، فإن الأمر اختلف بالكلية، حيث أصبحوا يحاسبون من يصلي لا من يترك الصلاة، والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.

فيا أيتها الأمة الكريمة، يا من أكرمك الله بهذا الشرف العظيم، " الصلاة" هذا هو أس الداء في حياتك، الحكام الخونة العملاء الذين باعوا أبناءك للأعداء، وحاربوهم باسم الحكم والرعاية، ها هم الحكام اليوم يقتلونهم لأنهم أدركوا هذه الحقيقة، فخرجوا عليهم في ثورات لا تُبقي ولا تذر، يطلبون تحكيم القرآن، فهبي للمشاركة في هذا الفرض العظيم، فرض إسقاط الكفر وأذنابه، والإتيان بحاكم، بخليفة لكل المسلمين، نبايعه على السمع والطاعة، على تطبيق فرض الصلاة، على تطبيق القرآن العظيم.

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم آمين آمين.

بقلم: أبو مريم