7 - الدعـاء والذكر والاسـتغـفار
الدعاء من أعظم العبادة، وهو مخ العبادة كما أخبر الرسول الكريم بذلك، ومن لم يسأل الله يغضب عليه، وليس شيء أكرم على الله من الدعاء، لذا يندب الدعاء في السراء والضراء، وفي السر والعلن حتى ينال ثواب الله تعالى، والأفضل أن يدعو بما ورد في القرآن والحديث من أدعية وأذكار تشمل جميع الحالات: من الاستيقاظ من النوم وعند الخروج من المنزل ودخوله، وعند المشي إلى المسجد ودخوله والخروج منه، وعند الوضوء وبعد الصلاة وعند الاستخارة، وعند المطر والرعد ورؤية الهلال، وعند الطعام ورؤية ما يعجبه، وعند الأرق والهم والحزن، وعند السفر والزواج ومباشرة الزوجة، وعند المرض ورؤية أهل البلاء، وعند مواجهة الظالمين والقتال في سبيل الله، وغير ذلك كثيرا، ويمكن الرجوع إلى كتاب الأذكار للنووي، وإلى عمل اليوم والليلة لابن السني لحفظ جميع الأذكار والأدعية. وحامل الدعوة لا يدعو لنفسه فحسب بل يدعو للمسلمين ولشباب الدعوة بالنصر والثبات وأن يجيرهم رب العالمين.
فيقول: " اللهم ارحم الأمة الإسلامية ".
ويقول: " اللهم افتح علينا وافتح بنا وعجل بقيام دولة الخلافة ".
ويقول: " اللهم إنا نعوذ بك من الكفار وعملائهم ومخابراتهم، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم ".
ويقول: " اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لنا جارا من فلان بن فلان وأحزابه من خلائقك أن يفرط علينا أحد منهم أو يطغي، عز جارك وجل ثناؤك، ولا اله إلا أنت ".
ويقول: " اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا وأمكر لنا ولا تمكر علينا، اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا وأجب دعوتنا، وثبت حجتنا، وسدد ألسنتنا، واهد قلوبنا، واسلل سخيمة صدورنا ".
ويقول: " اللهم افتح علينا وافتح بنا وعجل بقيام دولة الخلافة ".
ويقول: " اللهم إنا نعوذ بك من الكفار وعملائهم ومخابراتهم، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم ".
ويقول: " اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لنا جارا من فلان بن فلان وأحزابه من خلائقك أن يفرط علينا أحد منهم أو يطغي، عز جارك وجل ثناؤك، ولا اله إلا أنت ".
ويقول: " اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا وأمكر لنا ولا تمكر علينا، اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا وأجب دعوتنا، وثبت حجتنا، وسدد ألسنتنا، واهد قلوبنا، واسلل سخيمة صدورنا ".
ويطلب الإكثار من الذكر، يقول عليه وعلى آله الصلاة والسلام: " ما عمل ابن آدم عملا له من عذاب الله من ذكر الله " وقال: " قل لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة " وقال: " كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ".
وفضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها، بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى كذا قاله سعيد بن جبير رحمه الله وغيره من العلماء، وقال عطاء رحمه الله " مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام، كيف تشتري وتبيع وتصلى وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وأشباه ذلك " قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: حلق الذكر، فإن لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم "، وكان ابن مسعود رضي الله عنه إذا ذكر هذا الحديث قال: أما إني لا أعني القصاص، ولكن حلق الفقه. وروي عن أنس معناه أيضا، وروى أحمد في كتاب الزهد: كان أبو السوار العدوي في حلقة يتذاكرون فيها العلم، ومعهم فتى شاب فقال لهم: قولوا سبحان الله والحمد لله، فغضب أبو السوار وقال: ويحك في أي شيء كنا إذن؟؟ بل إن مجالس العلم أفضل من مجالس ذكر الله بالتسبيح والتحميد والتكبير، لأنها دائرة بين فرض عين أو فرض كفاية، والذكر المجرد تطوع محض.
وينبغي الاستغفار والإكثار منه لكثرة وقوع المعصية من العبد، جاء في الحديث القدسي " يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم " وقد روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " ويقول أبو هريرة لم أر أحدا أكثر أن يقول: " استغفر الله وأتوب إليه " من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولنا في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، وأين نحن من رسول الله وهو أتقانا وأخشانا لله؟؟ وفي الحديث الشريف ما يشير إلى عاقبة الاستغفار وفضله حيث قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب ". ويجب الإسراع إلى التوبة وأن يحرص المسلم بعامة وحامل الدعوة بخاصة على صفاء نفسه، وأن لا يدع المنكرات تجتمع عليه، وإلا هلك والعياذ بالله، روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفاء فلا تضيره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا".
ومن أحسن الذكر عند الابتلاء ما روي عن الإمام جعفر الصادق قوله: " عجبت لمن ابتلي بأربع كيف ينسى أربعا:
- عجبت لمن ابتلي بالخوف كيف ينسى أن يقول "حسبنا الله ونعم الوكيل " وقد قال الله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) ) آل عمران.
- عجبت لمن ابتلي بالمرض كيف ينسى أن يقول " مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " وقد قال الله تعالى: ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) ) الأنبياء.
- وعجبت لمن ابتلي بالغم كيف ينسى أن يقول " لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " وقد قال الله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ) الأنبياء.
- وعجبت لمن ابتلي بمكر الناس كيف ينسى أن يقول " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " وقد قال الله تعالى: ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) ) غافر.
8- الـخـوف مـن اللــه تعـالى
قال أحد قادة المسلمين يصف رجاله:
" نعم الشباب مكتهلين، غضيضة عن الشر أعينهم، ثقيلة إلى الباطل أرجلهم، أنضاء عبادة وأطلاح سهر، قد نظر الله
إليهم في آناء الليل منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن، كلما مر أحدهم بآية فيها ذكر الجنة بكى شوقا إليها، وإذا مر بآية
فيها النار شهق شهقة كأن زفير جهنم بين أذنيه ".
هذه بعض ثمرات الخوف من الله تعالى، وهو خوف مفيد ونافع، وهو الحارس والحامي، فهو الذي يضمن سير الإنسان
على الصراط المستقيم قال تعالى: ( فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) آل عمران (175) وقال: ( فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) المائدة (44) وفي الحديث القدسي: " لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين، من خافني في الدنيا أمنته في الآخرة، ومن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة " وعنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: " لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ".
على الصراط المستقيم قال تعالى: ( فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) آل عمران (175) وقال: ( فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) المائدة (44) وفي الحديث القدسي: " لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين، من خافني في الدنيا أمنته في الآخرة، ومن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة " وعنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: " لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ".
روي عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه أنه بكى يوما فقالت له امرأته: ما لك تبكي؟ قال: أنبئت أتي وارد ولم أنبأ أني صادر. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار.
قال سعيد بن عامر لعمر بن الحطاب رضي الله عنهما: " إني موصيك بكلمات من جوامع الإسلام ومعالمه: اخش الله في الناس، ولا تخش الناس في الله، لا يخالف قولك فعلك فـإن خير القول ما صدق الفعل، وأحب لقريب المسلمين وبعيدهم ما تحب لنفسك وأهل بيتك، وخض الغمرات إلى الحق حيث علمته ولا تخف في الله لومة لائم ".
قال سعيد بن عامر لعمر بن الحطاب رضي الله عنهما: " إني موصيك بكلمات من جوامع الإسلام ومعالمه: اخش الله في الناس، ولا تخش الناس في الله، لا يخالف قولك فعلك فـإن خير القول ما صدق الفعل، وأحب لقريب المسلمين وبعيدهم ما تحب لنفسك وأهل بيتك، وخض الغمرات إلى الحق حيث علمته ولا تخف في الله لومة لائم ".
ذكر الإمام أبو يوسف في مقدمة كتاب ( الخراج ) أنه لما هلك عمر بن عبد العزيز رحمه الله جاء الفقهاء إلى زوجته يعزونها ويذكرون عظم المصيبة التي أصيب بها أهل الإسلام لموته، فقالوا لها: أخبرينا عنه، فإن أعلم الناس بالرجل أهله، فقالت: والله ما كان بأكثرهم صلاة ولا صياما، ولكن والله ما رأيت عبدا لله كان اشد خوفا لله من عمر، كان رحمه الله قد فرغ بدنه ونفسه للناس فكان يقعد لحوائجهم يومه، فإذا أمسى وعليه بقية من حوائجهم وصله بليلته، فأمسى يوما وقد فرغ من حوائجهم فدعا بمصباح قد كان يستصبح به من ماله، ثم صلى ركعتين ثم أقعى واضعا يده تحت ذقنه تسيل دموعه على خده، فلم يزل كذلك حتى رق الفجر فأصبح صائما، فقلت له: يا أمير المؤمنين لشيء ما كان منك ما رأيت الليلة؟ قال: أجل إني قد وجدتني وليت أمر هذه الأمة أسودها وأحمرها فذكرت الغريب القانع الضائع، والفقير المحتاج، والأسير المقهور وأشباههم في أطراف الأرض، فعلمت أن الله تعالى سائلني عنهم وأن محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم حجيجي فيهم، فخفت على نفسي ووالله
إن كان عمر ليكون في المكان الذي ينتهي إليه سرور الرجل مع أهله، فيذكر الشيء من أمر الله فيضطرب كما يضطرب العصفور قد وقع في الماء، ثم يرتفع بكاؤه حتى أطرح اللحاف عني وعنه، رحمه الله . ثم قالت " والله لوددت لو كان بيننا وبين هذه الإمارة بعد ما بين المشرقين ".
والخوف من الله عز وجل يدفع شباب الدعوة إلى أن يبذل الواحد منهم جهده في نشر الأفكار وكسب الأنصار، وأن يجهر بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم فلا ينافق ولا يداهن ويحرص على أن تكون السيادة للمبدأ فلا يحسب حسابا لرضى الناس وقبولهم، فهو حارس أمين للإسلام ينزل الأحكام على الوقائع الجارية بصدق وأمانة، قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: " لا يحقرن أحدكم أن يرى أمرا لله فيه مقال، فلا يقول فيه، فيقال له يوم القيامة: ما منعك أن تكون قلت فيه كذا وكذا؟ فيقول: مخافة الناس، فيقول الله: إياي أحق أن تخاف ".
نهى أبو جعفر المنصور مالك بن أذس رحمه الله أن يحدث بحديث " ليس على مستكره طلاق " ثم دس إليه من يسأله عنه فحدث به على رؤوس الناس فضربه.
قال أحد تلامذة العز بن عبد السلام له حين حاسب الحاكم أما خفته؟ قال: والله يا بني لقد استحضرت هيبة الله تعالى فصار السلطان أمامي كالقط.
دخل أعرابي على سليمان بن عبد الملك فقال: " يا أمير المؤمنين إني مكلمك بكلام فاحتمله، وان كرهته، فإن وراءه ما تحب إن قبلته قال: قل، قال:
يا أمير المؤمنين، إنه قد اكتنفك رجال ابتاعوا دنياك بدينهم ورضاك بسخط ربهم، خافوك في الله ولم يخافوه فيك، خربوا الآخرة وعمروا الدنيا، فهم حرب للآخرة، سلم للدنيا، فلا تأمنهم على ما ائتمنك الله عليه، وإنهم لم يألوا الأمانة تضييعا والأمة خسفا، وأنت مسؤول عما اجترحوا، وليسوا بمسؤولين اجترحت، فلا تصلح دنياهم بفساد آخرتك، فإن أعظم الناس غبنا بائع آخرته بدنيا غيره ".
يا أمير المؤمنين، إنه قد اكتنفك رجال ابتاعوا دنياك بدينهم ورضاك بسخط ربهم، خافوك في الله ولم يخافوه فيك، خربوا الآخرة وعمروا الدنيا، فهم حرب للآخرة، سلم للدنيا، فلا تأمنهم على ما ائتمنك الله عليه، وإنهم لم يألوا الأمانة تضييعا والأمة خسفا، وأنت مسؤول عما اجترحوا، وليسوا بمسؤولين اجترحت، فلا تصلح دنياهم بفساد آخرتك، فإن أعظم الناس غبنا بائع آخرته بدنيا غيره ".
فقال سليمان: أما أنت فقد سللت لسانك، وهو أقطع من سيفك، فقال: أجل يا أمير المؤمنين، لك لا عيك، قال: فهل من حاجة في ذات نفسك؟ قال: أما خاصة دون عامة فلا، ثم قام فخرج
فقال سليمان: لله دره، ما أشرف أصله وأجمع قلبه، وأذرب لسانه، وأصدق نيته، وأروع نفسه ".
فقال سليمان: لله دره، ما أشرف أصله وأجمع قلبه، وأذرب لسانه، وأصدق نيته، وأروع نفسه ".
قال إسحاق بن حنبل ــ عم أحمد بن حنبل رحمه الله ــ دخلت على أبي عبد الله في سجنه فقلت: يا أبا عبد الله : قد أجاب أصحابك وبقيت أنت في الحبس والضيق، فقال أبو عبد الله : يا عم، إذا أجاب العالم تقية، والجاهل يجهل، متى يتبين الحق؟.
قال: فأمسكت عنه، فقال: كيف تصنعون بحديث خباب؟، " إن من كان قبلكم ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه "، قال إسحاق: فيئسنا منه، ثم قال أحمد: لست أبالي بالحبس ما هو إلا ومنزلي واحد، ولا قتلا بالسيف، إنما أخاف السوط، وأخاف أن لا أصبر، فسمعه بعض أهل الحبس وهو يقول ذلك، فقال: لا عليك يا أبا عبد الله، ما هو إلا سوطان ثم لا تدري أين يقع الباقي، فلما سمع ذلك سري عنه.
قال: فأمسكت عنه، فقال: كيف تصنعون بحديث خباب؟، " إن من كان قبلكم ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه "، قال إسحاق: فيئسنا منه، ثم قال أحمد: لست أبالي بالحبس ما هو إلا ومنزلي واحد، ولا قتلا بالسيف، إنما أخاف السوط، وأخاف أن لا أصبر، فسمعه بعض أهل الحبس وهو يقول ذلك، فقال: لا عليك يا أبا عبد الله، ما هو إلا سوطان ثم لا تدري أين يقع الباقي، فلما سمع ذلك سري عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق