الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

معتقلوا غوانتنامو


بسم الله الرحمن الرحيم

أما لهذا الظلم ان ينتهي وللعدل ان ينتصر

تمر السنة الخامسة على معتقلي غوانتنامو في ظل ظروف غير انسانية تهدر فيها انسانية الانسان وكرامته وآدميته، وتدمر قدراته العقلية والنفسية قبل القدرات الجسدية ليصبح كيانا محطما لا يصلح الا للموت ، ويقوم على التعذيب دولة تدعي انها تحترم القيم الانسانية والديمقراطية والحرية وانها تريد فرض هذه المفاهيم على الناس في كافة ارجاء الارض ، دولة تدعي انها دولة القانون والمؤسسات فاذا بها دولة وحشية منحطة في فكرها وثقافتها وانسانيتها.

المعتقل المذكور يضم بين قضبان زنازينه أكثر من 500 محتجز– وفقا للأرقام الرسمية الأميركية - ينتمون لأكثر من 35 جنسية معظمها من العرب خاصة من بلدان كالمملكة العربية السعودية واليمن ومصر والجزائر.

في غوانتنامو تستخدم اساليب قذرة في انتزاع اعترافات المعتقلين ومن بينها إهانة القرآن ولف المعتقلين بعلم إسرائيل.

وكان من المرات النادرة التي اطلع فيها الرأي العام العالمي على بعضٍ مما يحدث داخل غوانتنامو ما نشرته مجلة نيوزويك الأميركية عام 2005 نقلا عن شهود عيان من معتقلين مسلمين أفرج عنهم، حيث ذكرت المجلة أن محققين وجنودا أميركيين من العاملين في المعتقل قد دأبوا على رمي نسخ من المصحف الشريف في المراحيض أو التبول عليها أمام المعتقلين كنوع من أنواع الضغط والإذلال النفسي

هذه القصة الخاصة بالمعاملة مع القرآن الكريم من قبل الجنود والمحققين الأميركيين في غوانتنامو تأتي لتضاف إلى قصص أخرى رددها من أفرج عنهم وكلها تتعلق بأساليب وأشكال مختلفة من الضغوط النفسية، من أبرزها الإغراءات الجنسية التي حاولت بعض المحققات الأميركيات أن تُعرِّض المعتقلين المتدينين إليها.

احتجز أحد المعتقلين في زنزانة مظلمة في سجن تابع لسلاح البحرية في جوانتانامو ثم نقل إلى معسكر دلتا فلم يدل بأية معلومات خلال الاستجواب، حيث نقل إلى معسكر أكس راي ووضع داخل كوخ خشبي وصرخ المستجوبون في وجه هذا المعتقل، وانتهك احدهم حرمة القرآن لإجباره على الإدلاء بمعلومات.

لف معتقل آخر بالعلم الاسرائيلي واغلق فم آخر بالشريط اللاصق لمنعه من تلاوة القرآة الكريم، وغالبا يكون المعتقلون في غرف التحقيق مكبلين بالسلاسل من الأيدي والأرجل ومقرفصين على الأرض بدون ماء أو طعام أو كرسي، حيث تبول معظمهم أو تبرزوا على أنفسهم وتركوا في مكانهم على مدار 18 و24 ساعة أو أكثر. كما يتم خفض مكيفات الهواء لأدنى درجة ثم يترك المعتقل حافي القدمين إلى أن يرتعد من البرد، و في مرات أخرى تغلق المكيفات حتى ترتفع درجة الحرارة عن 100 درجة، حيث كان يرتمي المعتقل على الأرض مغشيا عليه.

كما يستخدمون الكلاب بطريقة عدوانية لترهيب المعتقلين في السجن البحري واستجوابهم على مدى 24 ساعة متواصلة، ويقوم المحققون بالمرور فوق نسخة من القرآن بينما معتقلون مكبلون في كراسي وآخرون مكبلون في سلاسل

كما اجبر محقق معتقلا على ارتداء ملابس نسائية ووضع مواد تجميل والرقص مع إحدى الحارسات في المعتقل.

بقول احد العائدين من المعتقل وهو كرامه سعيد خميس خمسان :

في الحقيقية مورست ضدنا أساليب كثيرة من صنوف التعذيب منها انتهاك العرض وحلق اللحية ونتف الحواجب والرأس وتعريتنا من كافة ملابسنا بما فيها الملابس الداخلية والتشديد بالكلبشات (القيود) حتى تصل إلى العظم وتسببت في إخراج اللحم والقيح ومازالت آثارها موجودة في جسدي وكذا الضرب المبرح وكانوا يدخلون علينا ليلاً ويقومون بالاعتداء علينا بالضرب ويستخدمون الكلاب البوليسية ضدنا لإرهابنا ويدوسون القرآن الكريم بأرجلهم ويأمرونا بالانبطاح أرضاً ويمشون على أجسادنا بأحذيتهم ومازلت أعاني إلى الآن من آثار ذلك التعذيب ومنها التهابات في القلب وأذكر أيضاً من أساليب التعذيب التي مورست ضدنا أنهم كانوا يفرضون علينا السهر الإجباري ويجعلونا ننام بدون ملابس "عرايا" في شدة البرد ويدخلون علينا قوات الشغب لإرعابنا ويضعون وجوهنا في الخلاء( الحمام) ويمارسون شتى أنواع الضرب ضدنا.

ولم تقتصر معاناة المعتقلين في غوانتنامو على من هم خلف القضبان، بل امتدت لتشمل أفراد أسرهم من آباء وأمهات وزوجات وأبناء، حيث قص الكثير من هؤلاء قصصا مؤثرة عن المعاناة النفسية التي عاشوها طوال فترات اعتقال أبنائهم في غوانتنامو فضلا عن الحاجة الاقتصادية التي ألمت ببعض هذه الأسر بعد اعتقال عوائلها."

وقد بات معروفا كذلك -من واقع شهادات بعض من أفرج عنهم وتقارير منظمات حقوق الإنسان- أن الولايات المتحدة استعانت بخبرات بعض الدول التي اشتهرت بتعذيب السجناء لانتزاع اعترافات بعض معتقلي غوانتنامو خاصة ممن صنفتهم سلطات الأمن الأميركية بأنهم "خطر"، فقد تحدث من أفرج عنهم مؤخرا عن إرسال بعض زملائهم إلى مصر والأردن وتونس لبعض الوقت ثم عودتهم مرة أخرى إلى غوانتنامو.

هذه هي الحضارة الأمريكية خاصة والحضارة الرأسمالية عامة فمتى ينتهي هذا الظلم ومتى تنتهي مأساة عضو من هذه الامة ؟ ان من لا يشعر بهمهم ولا يحس باوجاعهم ولا يتحرك لنجدتهم وهو قادر على ذلك ليس من الامة؟ لان الامة كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالحمى والسهر.

على الامة ان تطالب ولاة امورها باجبار امريكا على الافراج عنهم ، ولا يقبل منهم التعلل بالضعف لانهم قادرون على ذلك، قادرون على تحرير رعاياهم لو ارادوا . قادرون على مراوغة امريكا وتعطيل خططها وتفجير الارض من تحت قدميها اذا اقترب منهم خطر امريكا. فاذا كان الامر كذلك، فهم اقدر على اجبار امريكا على الافراج عن رعاياهم.

وان من ابسط مظاهر السيادة في الدول التي تحترم نفسها، انها لا تسلم ابنائها لدولة اخرى لتحاكمهم، بل تحاكمهم هي اذا اجرموا، وان الذين ارسلتهم دولهم للقتال في افغانستان ليسوا مجرمين ليعتقلوا ويحاكموا.

بقلم: نجاح السباتين

ليست هناك تعليقات: