الخميس، 27 يناير 2011

يا أمة الإسلام... لم يبق إلا صبرُ ساعة وتشرقُ شمسُ كرامتكم




في كلّ يوم، وُ بعد كلّ حدث، يتأكد أن المسلمين على درب الصحوة يسيرون، والطريق الموصل -بإذن الله- إلى كرامتهم الحقّة يتلمسون

فبعد عقود وعقود من سياسات التجهيل والتعمية والتضليل التي انتهجها بشكل ممنهج ومدروس حكامُ الذل والهوان، وبعد عقود من "تغذية" العقول بأفكار ومفاهيم ضالة منحرفة من مثل الديمقراطية والعلمانية والوطنية والقومية، من بعد كلّ تلك الجهود المضنية الدؤوبة منهم لتضليل شعوبهم وحرفهم عن أسمى هدف يعيش المسلمُ لأجله...بدأ عقدُ ضلالاتهم بالانفراط!!


فما عادت الديمقراطية غاية سامية يسعى من ضللهم الحكام والعلماء للوصول اليها وما عادت العلمانية رمزاً " للحضارة " والتقدم والازدهار كما حاول الغربُ عن طريق أدواته - من حكام وعلماء - أن يروجها بين الناس، ولولا القليل القليل من الناس، وحفنة من دعاة الثقافة والفكر، وبقايا مدّعي العلم الذين لا يزالون يتشدقون بها ويدافعون عنها وعن النُظُم الحاكمة التي ترعاها لانفرط عقدها منذ أمد بعيد.

الناظر بعين متفحصة الى حال المسلمين في جلّ بلادهم، إن لم يكن كلّها، يلحظُ حراكاً وتململاُ يظهر فيه وبوضوح السخط وعدم الرضى كما يظهر فيه الرفض للسياسات وللأنظمة وللحكومات التي يرزحون تحتها وتحت قوانينها التي لم تجلب عليهم سوى الفقر والقهر والمعاناة والذل والتبعية والعجز عن تحقيق أبسط مقومات الحياة الكريمة!!

والمتأمّل لحال الناس في بلاد العرب والمسلمين يلحظ التدهور الدراماتيكي في شعورهم بالسيادة في بلادهم بعد أن اعطيت صلاحيات الأمن - القمع - ووضع الدساتير والقوانين لأعداء الأمة من أمريكان وبريطانيين وفرنسيين وغيرهم ممن لهم اليد الطولى وكلمة الفصل في بلادنا بدءاً من نُظُم التعليم إلى أدنى قانون يسيّر حياة الناس ويرسم أحوال معيشتهم في أوطانهم!!

وكذلك يلحظُ مما يلحظ ضلال علماء اللسان الذين أخذوا على عاتقهم - بالرضى أو بالقهر - تزيين ضلالات الحكام وترويج بضائعهم الفاسدة - إلا من رحم ربي منهم- والدعاء لهم من فوق منابر الهدى والنور، ويلحظ في الوقت ذاته اشمئزاز الناس منهم ورفضهم لهم ولبضاعتهم، وانصرافهم عنهم لما رأوا منهم من تبعية مطلقة للأنظمة رغم الفساد والإفساد الذي لم يعد ينطلي على رضيعنا فضلاً عن عقلائنا.

كلّ هذا الرفض لهؤلاء - وكلهم باختلاف مسمياتهم هم النظام وأعوان النظام - وجد المسلمون أن مجرد الإنكار في القلوب لم يعد يجدي معهم نفعاً، ولا يُسمعُ صوتاً، ولا يرفع ضيماً ولا ذلاً فبدأ الحراك الذي يظنون أنهم به يستطيعون أن يتمردوا على واقعهم الفاسد الذي أغرقهم في غيابات الذل والمهانة والفقر والتشرذم وعلم كثير منهم أن " نكتة" الترقيع بتغيير وزير هنا أو مدير هناك ما هي إلا أكاذيب وجهالات ابتدعها دعاة التغيير الكاذب والاصلاح الوهمي!!

فعلموا أن أسّ المشكلة- أو قل الطامة اللّمة - هم الحكام وأنظمتهم التي يرزحون تحت نيرانها وعظيم رزاياها وبلاياها.

فرأينا بلاد عقبة بن نافع وما جرى فيها ومصر وحراك أهلها وإن لم يكن قد ارتقى بعدُ إلى ما يجب أن يكون عليه من قلب للنظام وتغييب للأعوان.

ورأينا الهلع الذي سيطر على حكام الإقطاعيات الأخرى في بلاد المسلمين، ومحاولاتهم القيام بأعمال وإجراءات وقائية استباقية حتى لا تكون عاقبتهم كعاقبة ابن علي في بلاد عقبة.

غير أن المنحنى التصاعدي الذي وصلت اليه مشاعر المسلمين قد وصل إلى نقطته القصوى التي لا رجوع بعدها إلى حالته السابقة بل بدأ ينحدر بالاتجاه الآخر، اتجاه التغيير على الحكام وزبانيتهم وما هي إلا مسألة وقت وتنقلب الأحوال وتتبدل لما فيه خير الإسلام والمسلمين وتنفرد بعدها سالفة الحكام وما جلبوه علينا من ذل ومهانة وهذا لكي يتحصّل ويكون حقيقة مشاهدة لا بدّ أن يفهم المسلمون في ربوع الأرض أن عزتهم وكرامتهم لا تكون إلا تحت سقف رضى ربهم ولا يكون ذلك إلا بخضوعهم لسلطان الله وشرعه بأن يُحكموا بكتابه وسنة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه وأن يكون جميعاُ - كما هي مشاعرهم اليوم - كياناً واحداًحربهم واحدة وسلمهم واحد يحكمهم حاكم لا يخشى إلا الله، ولا يطبّق عليهم إلا شرع الله يحكمهم ويرعاهم ويذود عنهم بهم ومعهم دولة كدولة السابقين السابقين دولة فيه عدلُ أبي بكر وقوّة عمر وعزة صحابة رسول الله الكرام.

اجعلوا ذلك هدفكم أيها المسلمين ولكم العزّة والكرامة والسؤدد في الدنيا والآخرة ، وجّهوا بوصلة حياتكم باتجاه عقيدتكم وشرع ربكم تهتدوا وتفوزوا. وحينها، وفقط حينها، لن يكون لنذل ولا لجبان ولا لمأجور ولا لخائن عليكم سبيلاً إذ السبيل حينها لكم لأنكم تحيون لله وتعيشون لله وتهدفون لخدمة دين الله تبارك ربي في علاه.

والحمد لله رب العالمين

بقلم : سيف الدّيـن عابد

ليست هناك تعليقات: