الجمعة، 12 نوفمبر 2010

الإسلام : في عيون الغرب


بسم الله الرحمن الرحيم

إنها مواقف مقررة مسبقاً في فكر الغرب وعقول قادته.. يمارسها الغربيون وأتباعهم عن تصميم واقتناع كامل، وإرادة واعية تماماً، عن عمدٍ، فليس هذا حديثاً يفترى, وليست أقوالاً حديثة, بل العداء كامن متأصل في نفوس الكفار ضد المسلمين. عهد وصفه القرآن، فقال فيهم: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) [إبراهيم 46]، وجاهر به الأعداء منذ قرون. فحين كان يلبس جنديهم بذة الحرب قادماً لاستعمار بلاد الإسلام كان ينادي بأعلى صوته:
«أماه.. أتمي صلاتك.. لا تبكي.. بل اضحكي وتأملي.. أنا ذاهب إلى طرابلس.. فرحاً مسروراً.. سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة.. سأحارب الديانة الإسلامية.. سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن».
لقد بنى الغرب علاقاته معنا على أساس واحد هو أن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة.

إن عداء الغرب للعالم العربي والإسلامي عداء ديني حضاري متأصل في نفوس الغرب وأعوانه، وحربهم قائمة مستمرة علينا حتى لا يخرج المارد الإسلامي. ففي كتاب: «الإسلام على مفترق الطرق» يقول محمد أسد (ليوبولد فايس): «... ولقد كانت هذه البغضاء تغمر الشعور الشعبي كلما ذكرت كلمة مسلم. ولقد دخلت في الأمثال السائرة عندهم حتى نزلت في قلب كل أوروبي رجلاً كان أو امرأة. وأغرب من هذا كله أنها ظلت حية عندهم بعد جميع أدوار التبدل الثقافي... وبعدئذ جاء زمن أخذ الشعور الديني بالخبو، ولكن العداء للإسلام استمر... إن الاحتقار التقليدي أخذ يتسلل في شكل تحزب غير معقول إلى بحوثهم العلمية، ثم أصبح احتقار الإسلام جزءاً أساسياً من التفكير الأوروبي». هذا ما نطقت به ألسنتهم وما تخفي صدورهم أعظم:
- يقول صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين المنعقد عام 1935م: «إن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً، إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، ولذلك تكونون بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية، لقد هيأتم جميع العقول في الممالك الإسلامية لقبول السير في الطريق الذي سعيتم له: ألا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، أخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي مطابقاً لما أراده له الاستعمار، لا يهتم بعظائم الأمور، ويحب الراحة، والكسل، ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب، حتى أصبحت الشهوات هدفه في الحياة، فهو إن تعلم فللحصول على الشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات.. إنه يجود بكل شيء للوصول إلى الشهوات، أيها المبشرون: إن مهمتكم بهذا تتم على أكمل الوجوه».

- ويقول أشعياء بومان في مقالة نشرها في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية: «لم يتفق قط أن شعباً مسيحياً دخل في الإسلام ثم عاد نصرانياً. إن الإسلام هو الخطر الوحيد أمام استقرار الصهيونية وإسرائيل».

- ويقول المبشر تاكلي: «يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضد الإسلام نفسه، حتى نقضي عليه تماماً، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً».

- ويقول المبشر وليم جيفورد بالكراف: «متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه».

- ويقول لورنس براون: «إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوروبى».

- ويقول مورو بيرجر في كتابه "العالم العربي المعاصر": «إن الخوف من العرب، واهتمامنا بالأمة العربية ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب الإسلام».

- يقول غاردنر: إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، إنها كانت لتدمير الإسلام.

- وصرَّح الكاردينال بور: «إن المسيحيين لا بد لهم من التعاون مع اليهود للقضاء على الإسلام وتخليص الأرض المقدسة». (نشرة التعايش المشبوه - ص 4).

- وقال لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان بالمنصورة، في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس: «إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي»:

- إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليُعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في إضعاف المسلمين .
- عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.
- إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
- الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه.
- العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
- العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوباً، وإنطاكية شمالاً، ثم تتجه شرقاً، وتمتد حتى تصل إلى الغرب».
- ويقول جب (كبير المستشرقين الإنكليز): «لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية، وأخذت دائرة نفوذه تضيق شيئاً فشيئاً حتى انحصرت في طقوس محددة، وقد تم معظم هذا التطور تدريجياً عن غير وعي وانتباه، وقد مضى هذا التطور الآن إلى مدى بعيد، ولم يعد من الممكن الرجوع فيه، لكن نجاح هذا التطور يتوقف إلى حدٍ بعيدٍ على القادة والزعماء في العالم الإسلامي، وعلى الشـباب منهم خاصة. كل ذلك كان نتيجة النشـاط التعليمي والثقافي العلماني».
- الإنكليز يصفون حملتهم العسكرية على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى بأنها صليبية: يقول باترسون سميث في كتابه "حياة المسيح الشعبية": «باءت الحروب الصليبية بالفشل، لكن حادثاً خطيراً وقع بعد ذلك، حينما بعثت إنكلترا بحملتها الصليبية الثامنة، ففازت هذه المرة، إن حملة اللنبي على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى هي الحملة الصليبية الثامنة والأخيرة؛ لذلك نشرت الصحف البريطانية صور اللنبي وكتبت تحتها عبارته المشهورة التي قالها عندما فتح القدس: اليوم انتهت الحروب الصليبية».

ونشرت الصحف أن هذا الموقف ليس موقف اللنبي وحده بل موقف السياسة الإنكليزية كلها، قالت الصحف: هنأ لويد جورج وزير الخارجية البريطاني الجنرال اللنبي في البرلمان البريطاني، لإحرازه النصر في آخر حملة من الحروب الصليبية، التي سماها لويد جورج الحرب الصليبية الثامنة.

- والفرنسيون أيضاً ليسوا عن الصليبية غرباء، فملة الكفر واحدة: فالجنرال غورو عندما تغلب على جيش ميسلون خارج دمشق، توجه فوراً إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي وركله بقدمه وقال له: "ها قد عدنا يا صلاح الدين".
ويؤكد صليبية الفرنسيين ما قاله مسيو بيدو وزير خارجية فرنسا عندما زاره بعض البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حد للمعركة الدائرة في مراكش أجابهم: "إنها معركة بين الهلال والصليب".

- واليهود الملعونون في كل وقت وحين: عندما دخلت قوات (إسرائيل) القدس عام 1967م تجمهر الجنود حول حائط المبكى، وأخذوا يهتفون مع موشي دايان: هذا يوم بيوم خيبر... يالثارات خيبر. واستغلت (إسرائيل) صليبية الغرب فخرج أعوانها بمظاهرات قبل حرب الـ1967م تحمل لافتات في باريس، وسار تحت هذه اللافتات جان بول سارتر، وكتبت على هذه اللافتات، وعلى جميع صناديق التبرعات لـ(إسرائيل) جملة واحدة من كلمتين هما: "قاتلوا المسلمين".
فالتهب الحماس الصليبي الغربي، وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط... لتقوية الصهاينة الذين يواصلون الرسالة الصليبية الأوروبية في المنطقة، وهي محاربة الإسلام وتدمير المسلمين.

وفي امتداد واحد لا يختلف نفث الحقد الصليبي فيه مع امتداد الزمن:
- يقول أيوجين روستو (رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأميركية ومساعد وزير الخارجية الأميركية، ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967م): «يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية. لقد كان الصراع محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصور مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي». ويستطرد.. «إن الظروف التاريخية تؤكد أن أميركا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أميركا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها». إن روستو يحدد أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية.

- ويقول ويلي كلايس (أمين عام حلف الناتو في بداية التسعينات من القرن الماضي): «لقد حان الوقت الذي يجب علينا أن نتخلى فيه عن خلافاتنا وخصوماتنا السابقة، وأن نواجه العدو الحقيقي لنا جميعاً، وهو الإسلام».

- ويقول جون كالفان (القائد الأعلى لقوات حلف الناتو في العام 1994م): «لقد ربحنا الحرب الباردة، وها نحن نعود بعد 70 عاماً من الصراعات الضالة إلى محور الصراع القائم منذ 1300 سنة، إنه صراع المجابهة الكبيرة مع الإسلام».

- وينصح رئيس تحرير مجلة تايم في كتابه "سفر آسيا" الحكومة الأميركية أن تنشئ في البلاد الإسلامية ديكتاتوريات عسكرية للحيلولة دون عودة الإسلام إلى السيطرة على الأمة الإسلامية، وبالتالي الانتصار على الغرب وحضارته واستعماره.

- ويقول كيسنجر (وزير خارجية أميركي أسبق، وأحد أهم منظري السياسة الاستراتيجية، وهو يهودي الأصل): «إن الجبهة الجديدة التي يتحتم على الغرب مواجهتها هي العالم العربي الإسلامي، باعتبار أن هذا العالم هو العدو الجديد للغرب».

- وقد ذكر نيكسون الرئيس الأميركي الأسبق وأحد كبار الاستراتيجيين الأميركيين في كتابه الفرصة السانحة «إن الإسلام ليس مجرد دين، بل هو أساس لحضارة كبرى». ويقول: «إن الإسلام والغرب متضادان، وإن نظرة الإسلام للعالم تقسمه إلى قسمين: «دار الإسلام» و"دار الحرب" حيث يجب أن تتغلب الأولى على الثانية». وعن الأصوليين يقول: «وهم مصممون على استرجاع الحضارة الإسلامية السابقة عن طريق بعث الماضي، ويهدفون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وينادون بأن الإسلام دين ودولة، وبالرغم من أنهم ينظرون إلى الماضي فإنهم يتخذون منه هداية للمستقبل».

- ويقول صامويل هنتنجتون في كتابة "صدام الحضارات: إعادة صنع النظام العالمي": «العلاقات بين الإسلام والمسيحية... كانت عاصفة غالباً. كلاهما كان "الآخر" بالنسبة للآخر. صراع القرن العشرين بين الديمقراطية الليبرالية والماركسية اللينينية ليس سوى ظاهرة سطحية وزائلة إذا ما قورن بعلاقة الصراع المستمر والعميق بين الإسلام والمسيحية». ويقول: «الإسلام هو الحضارة الوحيدة التي جعلت بقاء الغرب موضع شك، وقد فعل ذلك مرتين على الأقل». وعن مكونات الصراع بين الإسلام والغرب للمرحلة المقبلة يذكر خمسة مكونات:
1- النمو السكاني الإسلامي خلف أعداداً كبيرة من الشبان العاطلين والساخطين الذين أصبحوا مجندين للقضايا الإسلامية...
2- أعطت الصحوة الإسلامية ثقة متجددة للمسلمين في طبيعة وقدرة حضارتهم وقيمهم المتميزة مقارنة بتلك التي لدى الغرب.
3- جهود الغرب المستمرة لتعميم قيمه ومؤسساته... والتدخل في الصراعات في العالم الإسلامي ولد استياء شديداً لدى المسلمين.
4- سقوط الشيوعية أزال عدواً مشتركاً للغرب والإسلام، وترك كلاً منهما لكي يصبح الخطر المتصور على الآخر.
5- الاحتكاك والامتزاج المتزايد بين المسلمين والغربيين يثير في كل من الجانبين إحساساً بهويته الخاصة، وكيف أنها مختلفة عن هوية الآخر.
هذه هي المكونات الخمسة الرئيسية للصراع بين الغرب والإسلام والتي تسير قدماً نحو حدوث الصدام.

- وصل بوش الابن إلى أفغانستان في 16/12/2008م في زيارة وداعية لحليفه كارزاي بعد زيارته للعراق الذي تعرض فيه لحادث "الحذاء" المهين. ومما قاله «أريد أن أشكر الرئيس كارزاي، وأبلغ الشعب الأفغاني أن الولايات المتحدة تدعمهم، وستواصل دعمهم في معركتهم الطويلة ضد الإرهاب، باعتبار أن المعارك العقائدية تستغرق الكثير من الوقت». هذا غيض من فيض التصريحات التي تكشف خبيئة النفوس الخبيثة والحاقدة لدى الغرب.

الغرب وسقوطه الحضاري:
ولكن في خضم هذه المعاداة الشرسة من الغرب للإسلام، عقيدة وشريعة، حدث في العام 2008م سقوط مدوٍّ للنظام الاقتصادي الرأسمالي ليضاف إلى السقوط الأيديولوجي. وأعلن الغرب إفلاسه في هذا الجانب، ومن باب المفارقة فإنه في الوقت الذي يوصف فيه الإسلام بالرجعية والظلامية والتأخر وعدم التحضر... وأنه يجب تطويره... ترتفع أصوات من هناك من عقر دارهم تعلن أن الإسلام هو الذي سينقذ العالم، وتعلن أنهم «بحاجة إلى قراءة القرآن بدلاً من الإنجيل لفهم ما يحدث بمصارفنا». وتعلن من باب التساؤل: «هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية». وتشير إلى أهمية «التمويل الإسلامي» ودوره في إنقاذ الاقتصاد الغربي. وحتى بابا روما الذي لم يمضِ على تهجمه على الإسلام أشهراً فإذا بصحيفة تابعة لسياسته "رومانو أوبسرفاتور" تعلن ضرورة الاستفادة من طريقة الإسلام في تمويل القروض البعيدة كل البعد عن الربا والمقامرة. نعم إن الغرب الذي أعلن حربه المسعورة على الإسلام، قد أعلن مسؤولون سياسيون ومفكرون فيه أن المستقبل في هذا الصراع ستكون للإسلام وأن الغرب ستسقط حضارته...

- يقول نيكسون في كتابه "ما وراء الإسلام": «ما يهدد العالم فعلاً هو أن بلدنا قد يكون غنياً بالبضائع، ولكننا فقراء في الروح. فالتربية والتعليم الرديئان، والجرائم المتزايدة، والعنف المتصاعد، والانقسامات العرقية النامية، والفقر المستشري، وآفة المخدرات، والثقافة المنهارة في وسائل التسلية، والانحدار في تأدية الواجب المدني والمسؤولية، وانتشار الفراغ الروحي، ساهمت جميعاً بفض الأميركيين وتغريبهم عن بلادهم ودينهم وعن بعضهم بعضاً».

- ويقول زبغنيو بريجنسكي وهو مستشار سابق للأمن القومي الأميركي: «إن المجتمع المنغمس في الشهوات (المجتمع الأميركي) لا يستطيع أن يسن قانوناً أخلاقياً للعالم، وأي حضارة لا تستطيع أن تقدم قيادة أخلاقية سوف تتلاشى».

- أما صامويل هنتنغتون فإنه بعد أن يعدد النواحي الاقتصادية والسكانية كأسباب تجعل الحضارة الأميركية الغربية تتحرك من على مسرح الدولة العالمية إلى مسرح الانهيار يذكر أن هناك ما هو أهم منها وهي: مشكلات الانهيار الأخلاقي، والانتحار الثقافي، والتفكك السياسي في الغرب. أما عن تجليات الانهيار الخلقي فيذكر:

- زيادة في السلوك غير الاجتماعي مثل الجريمة وتعاطي المخدرات وأعمال العنف بشكل عام.

- التفكك الأسري ويشمل ارتفاع نسب الطلاق والأطفال غير الشرعيين، وحمل الفتيات الصغيرات، وزيادة عدد الأسر المكونة من والد واحد.

- الضعف العام في "أخلاقيات العمل" وصعود توجهات الانغماس الاجتماعي.

- تناقض الالتزام بالتعليم والنشاط الفكري، ويظهر ذلك في المستويات المتدنية للتحصيل الدراسي في الولايات المتحدة.
ثم يذكر أن هذه التوجهات السلبية هي التي تؤدي بالطبع إلى تأكيد التفوق الأخلاقي للمسلمين... ورفض الاندماج، ومواصلة الالتزام بقيم وعادات وثقافات مجتمعاتهم الأصلية والترويج لها. وعندما يفشل الاستيعاب والاندماج ففي مثل هذه الحالة ستصبح الولايات المتحدة دولة مشققة أو مصدعة مع كل ما يستتبع ذلك من احتمالات الصراع والتفكك الداخلي».

- نشرت جريدة الوطن الكويتية في عددها الصادر في 18/10/2006م خبراً نقلته عن «فاينانشل تايمز» اللندنية بقلم ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركية تحـدث فيه عن أن قرار حـرب العراق كان أول أسباب انتهاء العصر الأميركي في المنطقة، ومما جاء فيه: «اليوم بعد حوالى 80 سنة من سقوط الإمبراطورية العثمانية و50 سنة على نهاية الفتـرة الاسـتعمارية، وأقل من 20 ســنة على انتهـاء الحـرب الباردة، يمكن القول أيضاً إن العصر الأميركي في المنطقة انتهى هو الآخر. بيد أن الأحلام التي كانت تداعب مخيلة البعض حول قيام شرق أوسط مسالم مزدهر وديمقراطي مثل أوروبا لن تتحقق، وذلك لأن الاحتمال المرجح هو بروز شرق أوسط جديد يثير الكثير من الأذى لنفسه وللعالم. لقد تمتعت الولايات المتحـدة في العصـر الأميركي الذي بدأ عقب سقوط الاتحاد السوفياتي بنفوذ وحرية في العمل غير مسـبوقين، إلا أن هذا العصـر لم يسـتمر لأقل من عقـدين لجـملة من الأسباب، أولها قرار إدارة الرئيس مهاجمة العراق وأسلوب توجيه هذه العملية ثم ما نجم عن الاحتلال، لقد انتهى العراق الذي كان يهيمن عليه السنة، وكان قوياً بما يكفي لإحداث توازن مع إيران. وظهرت عوامل أخرى على مسرح الأحداث منها: انتهاء عملية السلام في الشرق الأوسط، فشل الأنظمة العربية التقـليدية في التصـدي لجـاذبية الإسـلام الراديكالي، ثم العولمة التي جـعلت الطـريق أسـهل أمام الراديكـاليين في الحصــول على التمويل، السـلاح، الأفكار والمجندين. وسوف تواجه واشنطن تحديات متزايدة من لاعبين آخرين أبرزهم الاتحاد الأوروبي، الصين وروسيا، إلا أن الأمر الأكثر أهمية من كل هذا هو التحديات التي ستنبعث من دول المنطقة والمجموعات الراديكالية فيها».

- أكد باتريك بوكنان الذي كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية الأميركية في مقال له حول الحرب التي تتزعمها أميركا ضد ما تسميه بالإرهاب تحت عنوان: «هل ستندلع حرب الحضارات» أن «الإسلام غير قابل للتحطيم، وخلص متحسراً بناءً على حتمية مصير أي صراع عقائدي إلى انتصار المد الإسلامي... ولكن لا يمكن أن نقضي على الإسلام مثلما قضينا على النازية والفاشية والروح العسكرية اليابانية والبلشفية والسوفياتية. لقد استطاع الإسلام البقاء على مدى 1400 سنة تقريباً كما أنه العقيدة المهيمنة على 57 بلداً، غير أنه غير قابل للتحطيم... من حيث المادة الغرب متفوق، ومهما قلنا فإن التفوق المادي لم يمنع سقوط الإمبراطورية السوفياتية. وإذا كان عامل العقيدة حاسماً فإن الإسلام نضالي حركي بينما المسيحية جامدة. والإسلام ينمو بينما المسيحية تذبل. والمحاربون المسلمون مستعدون لمواجهة الهزيمة والموت بينما يتحاشى الغرب تكبد الخسائر. واختتم مقالته بالقول: «لا تستهينوا بالإسلام، إنه الديانة الأسرع انتشاراً في أوروبا... ولكي تهزم عقيدة فإنك تحتاج إلى عقيدة. ما هي عقيدتنا نحن؟ النزعة الفردية؟».

وقد نشر لهذا السياسي مرة أخرى في 23/06/2006م في "مؤسسة مناهضة الحرب" مقالاً قصيراً بعنوان: «فكرة آن أوانها» تحدث فيها بأن فكرة الحكم بالإسلام تتوطد عراها بين المسلمين، وذكر أنه عندما نشاهد القوات المسلحة الأميركية وهي تحارب السنة الثائرة على السلطة والمجاهدين الشيعة والجهاديين في العراق، وطالبان الخارجة على القانون وهم يبتهلون إلى الله، يتبادر إلى أذهاننا كلمات فيكتور هيجو: «إن قوة أي جيش لا تضاهي انبعاث فكرة آن أوانها». ويضيف: «إن الفكرة التي يعاديها كثير من المناوئين هي فكرة تفرض نفسها، فهم يعتقدون أن هناك إلهاً واحداً هو الله وأن محمداً رسول الله. وأن الإسلام أو الخضوع للقرآن هو الطريق الوحيد إلى الجنة، وأن المجتمع الرباني يجب أن يحكم بواسطة الشريعة أي قانون الإسلام، وبعد اختبار طرق أخرى أدت إلى الفشل فقد عادوا مجدداً إلى موطن الإسلام... إن عشرات الملايين من المسلمين بدؤوا يعودون إلى جذورهم بإسلام أكثر نقاءً، وإن جَلَدَ الإيمان الإسلامي مدهش حقاً. لقد بقي الإسلام على قيد الحياة رغم مضي قرنين على الهزيمة والذل الذي أصاب الإمبراطورية العثمانية والقضاء على الخـلافة في عهد (أتاتورك)، كما تحمّل الإسلام حكم الغرب لعدة أجيال... لقد أثبت الإسلام على أنه أكثر تحملاً من قومية عرفات أو صدام. ما يتوجب على أميركا أن تدركه هو شيء غير اعتيادي بالنسبة لنا، من المغرب إلى باكستان: لن تنظر لنا الأغلبية بعد الآن على أننا أناس طيبون. إذا كان الحكم الإسلامي فكرة تتوطد عراها بين الجماهير المسلمة، فكيف باستطاعة أقوى الجيوش على الأرض أن توقفها؟ أولسنا بحاجة إلى سياسة جديدة؟!».

- نقلت مجلة المجتمع الكويتية العدد 119 تاريخ 5/3/1996م أن جيم ميران عضو لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأميركي ذكر لمدير المجلة: «أنا أعتقد أن القرن القادم هو قرن الإسلام، وقرن الثقافة الإسلامية، وستكون هذه فرصة لإحلال مزيد من السلام والرفاهية في كل بقاع العالم».

ليست هناك تعليقات: